رواية ظلي لم يغادر المكان الفصل العشرون 20 بقلم سلمي ابو ضيف
ابتسمت ابتسامة مشوهة، كأنها تختبر ملامحها في المرآة، لكن كل ما ارتد إليها كان صورة لفتاة عادية جدًا… لا تشبه أبدًا البطلة التي يراها عمرو في خياله.
ومع كل يوم كان يمر، كانت علاقتها بعمرو تكبر في صمتٍ خفيّ. كلمات مقتضبة، مكالمات قصيرة، لكنها كافية لتغذي قلبها بالوهم. كانت تشعر أن الحبال التي تربطها به تزداد متانة، وأنها مهما حاولت إخفاء الأمر، لم تعد قادرة على الهروب من ذلك التعلق.
لكن الرياح دائمًا تأتي بما لا تشتهي السفن…
صباح باهت، وبينما كانت تقلب الصحف بلامبالاة، ارتعشت يدها عند رؤية الخبر. صورة واضحة، عنوان صارخ: "خطوبة عمرو …".
لم تستوعب الكلمة أول الأمر، كأن عقلها رفض التصديق. ثم تسللت الحقيقة ببطء، ثقيلة كحجر يسقط في قلبها.
شعرت أنها انكمشت فجأة… أنها لم تكن يومًا كافية. كل تلك الليالي التي خبأت فيها صوتها، كل التنازلات التي قدّمتها باسم الحب، كل مبادئها التي سمحت لها أن تتآكل… لأجل ماذا؟
لأجل رجل، تركها ببساطة، وكأنه لم يكن يومًا يملك مفاتيح قلبها.
نظرت إلى نفسها في المرآة، بعينين مثقلتين بالخذلان. همست بمرارة: "متعلمتش… من ساعة ما قابلت مازن وأنا بكرر نفس الغلط. عمري ما عرفت أحتفظ بكرامتي قدّام حد."
ثم تساقطت الكلمات في داخلها، كأنها اعتراف متأخر:
"الإنسان لا يعجز عن إدراك أخطائه… بل يعجز عن كبح قلبه.
فهو يمد يده للنار، رغم أن الندوب القديمة ما زالت شاهدة.
ربما نحن لا نُخلق لنتعلم… بل لنكرر، حتى نتحطم بالكامل."
تجمدت الدموع في عينيها حتى تحولت لشرر.
لم يعد الحزن وحده كافيًا ليمثل ما بداخلها؛
كان هناك شيء جديد يتخلّق…
شيء حارق ينهش قلبها: الرغبة في الانتقام.
لم تعد تفكر كيف تحافظ على قلبه، بل كيف تمزقه كما مزقها
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا علي التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم عشاق الروايات